أعلنت القوات الروسية عن تدشين خطة موسعة لاستخدام سلاح الفرسان في الحرب الأوكرانية، حيث تم تفعيل وحدات جديدة من فرق الخيالة بهدف التكيف مع التحديات الميدانية، خاصة الألغام المغناطيسية، وقد لوحظت هذه الوحدات خلال تدريبات مشتركة مع لواء البنادق الآلية التاسع التابع للجيش الروسي، حيث استعرضت مهاراتها في ركوب الخيل.
ولم يكن استخدام الحيوانات في العمليات العسكرية حكراً على الخيول فقط، فهناك مثال بارز هو “هفالديمير”، الحوت الأبيض الذي يُعتقد أنه كان يعمل كجاسوس روسي، والذي عُثر عليه ميتًا بالقرب من السواحل الروسية وهو يرتدي حزامًا يحمل كاميرا، وقد أثار هذا الاكتشاف فضول العالم في عام 2019 عندما عثر عليه صيادون قبالة السواحل النرويجية، ما جعل البعض يتساءل إن كان جزءًا من برنامج روسي لتدريب الحيوانات البحرية لأغراض التجسس، ورغم غموض الموضوع، تظل قصة هفالديمير جزءًا من تاريخ طويل من استخدام الحيوانات في العمليات العسكرية.
قبل ظهور التقنيات الحديثة مثل أجهزة التنصت وكاميرات التجسس المصغرة، كانت الحاجة لنقل المعلومات السرية تمثل تحديًا كبيرًا، واستخدم الحمام الزاجل لقرون في تبادل الرسائل، وفي الحرب العالمية الأولى، اعتمد الجيش الألماني على الحمام المجهز بكاميرات للمراقبة، وفي الحرب العالمية الثانية، نفذت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عملية “تاكانا” التي تضمنت استخدام الحمام لنقل الصور من الاتحاد السوفيتي.
كما كانت عمليات التجسس عبر الحمام الزاجل واحدة من أنجح المخططات التي استخدمتها المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أسقطت المخابرات البريطانية 16,000 حمامة فوق أوروبا المحتلة، وقد نقلت هذه الحمامات حوالي 1000 رسالة إلى لندن، بينما كشفت الصين مؤخرًا عن طائرة تجسس بدون طيار تشبه الطيور، مما يبرز التنوع في استخدام الحيوانات في التجسس.
لم يقتصر الأمر على الحمام، فقد قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتدريب الغربان على زرع أجهزة تنصت في أماكن محددة، وفي فترة الحرب الباردة، نفذت البحرية السوفيتية برامج لتدريب الدلافين على جمع المعلومات تحت الماء، بينما استخدمت الولايات المتحدة الدلافين أيضًا في عمليات المراقبة.
وفي ستينيات القرن الماضي، أطلقت وكالة المخابرات المركزية مشروعًا لتدريب القطط على تسجيل المحادثات السرية، حيث كانت القطط تُعتبر حيوانات غير مشبوهة، لكن البرنامج أُلغي في النهاية بسبب صعوبة السيطرة على القطط أثناء المهام.
كما اقترحت الوكالة في فترة الحرب الباردة استخدام الفئران الميتة كوسيلة لإخفاء الرسائل السرية، لكن التجارب أثبتت أن القطط كانت تتدخل وتلتقط الفئران قبل أن تصل إلى الأهداف المقصودة.
إن استخدام الحيوانات في العمليات العسكرية والتجسسية يعكس جانبًا مثيرًا من تاريخ الحروب، حيث لا تزال هذه الأساليب تثير الفضول حول كيفية تطور استراتيجيات التجسس عبر العصور.

