البريطانيون يتكبدون خسائر يومية تصل إلى نصف مليون جنيه استرليني جراء الاحتيال في الاستثمارات

أفادت صحيفة الجارديان البريطانية بأن حجم الأموال المفقودة نتيجة عمليات الاحتيال الاستثماري التي يتعرض لها المستهلكون في بريطانيا شهد ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 55% خلال العام الماضي، حيث كثف المحتالون في مجال العملات المشفرة جهودهم لخداع الناس وسرقة مدخراتهم.

وبحسب البيانات الرسمية للقطاع المصرفي، ارتفع إجمالي المبلغ الذي سرقه المحتالون بنسبة 3% ليصل إلى 629 مليون جنيه إسترليني في النصف الأول من هذا العام مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، فيما قفزت خسائر عمليات الاحتيال الاستثماري بشكل حاد لتصل إلى 97.7 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 500 ألف جنيه إسترليني يوميًا.

أوضحت الصحيفة أن في هذه العمليات، يقوم المحتالون بخداع ضحاياهم لتحويل أموالهم إلى صناديق وهمية أو لدفع ثمن استثمارات لا وجود لها، وغالبًا ما يستخدمون إغراء العوائد المرتفعة، بينما تتنوع الأصول المستهدفة بين الذهب والنبيذ والعقارات وأرصدة الكربون، إلا أن العملات المشفرة المزيفة تظل الأكثر شيوعًا.

في سياق متصل، أشارت الهيئة المصرفية البريطانية (UK Finance) إلى وجود معلومات استخباراتية تكشف عن استمرار انتشار عمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة، والوعود بعوائد مرتفعة تُعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تبدأ هذه العمليات عادةً من خلال النقر على إعلان زائف على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر تنبيه إخباري أو مشاهدة فيديو مُزيف، حيث يُقدم المحتالون نصائح لاستثمار يُزعم أنه مربح في العملات المشفرة، في حين أنه في الحقيقة مجرد خدعة تُستخدم فيها أسماء شركات حقيقية.

غالبًا ما يدفع الضحايا مبلغًا صغيرًا في البداية، مثل 250 جنيهًا إسترلينيًا، ومع استخدام المحتالين لأدوات متطورة مثل برامج تعرض شاشات تداول العملات المشفرة بشكل حي، يعتقد الضحايا أنهم يحققون ثروات.

لكنهم غالبًا ما يُصدمون بخسارة مبالغ أكبر عند محاولة سحب أموالهم، حيث تُحجب “أرباحهم” دائمًا بسبب الحاجة لدفع رسوم إضافية، مثل رسوم وساطة أو ضرائب.

في مارس الماضي، كشفت صحيفة الجارديان عن عملية احتيال بالعملات المشفرة تُدار من دولة جورجيا السوفيتية السابقة، حيث تمكنت من خداع أشخاص في بريطانيا وسرقة 9 ملايين جنيه إسترليني، وذلك باستخدام مقاطع فيديو وتقارير إخبارية مُزيفة تتضمن شخصيات معروفة مثل خبير المال مارتن لويس للترويج لهذه الاستثمارات الوهمية.