
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها يوم الأربعاء، صحة ما ورد في تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” حول موافقة واشنطن على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، واعتبر ترامب التقرير كاذبًا، مشددًا على أن الولايات المتحدة ليست لها علاقة بهذه الصواريخ، وأوضح أن صواريخ “توماهوك” تعتبر قوية للغاية واستخدامها يتطلب تدريبًا مكثفًا يمتد من ستة أشهر إلى سنة.
وقد نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين لم تُذكر هوياتهم أن الإدارة الأمريكية قد ألغت قيودًا على استخدام بعض الصواريخ بعيدة المدى التي يتم تزويد أوكرانيا بها من قبل حلفائها الغربيين، وجاءت تصريحات ترامب قبيل مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث يأمل القادة الأوروبيون في التوصل إلى اتفاق لدعم مالي طويل الأمد لأوكرانيا، على أن يتوجه زيلينسكي بعدها إلى لندن للمشاركة في اجتماع مخصص لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.
تأتي هذه التطورات بعد زيارة زيلينسكي غير المثمرة إلى واشنطن الأسبوع الماضي، والتي لم تُسفر عن إقناع ترامب بتزويد بلاده بصواريخ “توماهوك”، وعند عودته إلى أوكرانيا، دعا زيلينسكي الدول الغربية إلى التخلي عن محاولات التهدئة مع موسكو وطلب المزيد من الدعم.
وفي سياق متصل، أعرب ترامب خلال استقبال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته عن أمله في أن تدفع العقوبات الجديدة المفروضة على روسيا الرئيس فلاديمير بوتين إلى التصرف بعقلانية، كما أعرب عن أمله في رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن مؤخرًا على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا، وذلك ردًا على عدم تحقيق تقدم في محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكد ترامب على اعتقاده بأن بوتين أصبح الآن مستعدًا للتفاوض بشأن أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لفرض عقوبات على روسيا، معربًا عن أمله في ألا تستمر هذه العقوبات لفترة طويلة، وعندما سُئل عن إلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا مع بوتين، أوضح أنه لم يشعر بأن الاجتماع سيكون مناسبًا، مشيرًا إلى أن محادثاته مع بوتين عادة ما تكون جيدة ولكنها لا تؤدي إلى نتائج ملموسة.
وعن الدور المحتمل للصين في حل الأزمة الأوكرانية، قال ترامب إنه ينوي التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حول ضرورة إنهاء الحرب، مؤكدًا أن للصين تأثيرًا كبيرًا على بوتين، وشدد على أن الولايات المتحدة لا ترغب في أن تسيطر روسيا على كامل أوكرانيا.
في السياق نفسه، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء فرض عقوبات جديدة على روسيا تتعلق بقطاع النفط، حيث استهدفت أكبر شركتين نفطيتين في روسيا، وهما “روسنفت” و”لوك أويل”، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات التابعة لهما، وأبدت الوزارة استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات، داعية موسكو إلى الموافقة الفورية على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في بيان حول العقوبات إن الوقت الحالي هو الأنسب لوقف القتل وفرض وقف إطلاق النار الفوري، مشجعًا حلفاء الولايات المتحدة على الانضمام إلى هذه العقوبات.