
في قرية أبو مندور بمركز دسوق، شيع المئات من أهالي القرية جثمان الشيخ محمد مغازي شتا، الذي يعد من أبرز محفظي القرآن الكريم، حيث قضى حياته في تعليم تلاوة القرآن وتجويده لعدة أجيال من الطلاب، وقد أقيم سرادق كبير لاستقبال المعزين الذين توافدوا من مختلف المناطق لتقديم واجب العزاء في هذا العالم الجليل.
وقال محمد عصام شتا، أحد أبناء القرية، إن الشيخ محمد مغازي شتا كان من علماء الأزهر الشريف، حيث شغل منصب إمام مسجد القرية ومحفظًا للقرآن الكريم لمدة 55 عامًا، كما حصل على إجازة في القراءات العشر بأعلى الأسانيد المعترف بها عالميًا.
بدأت مسيرته التعليمية بحفظ القرآن الكريم وتجويده على يد الشيخ إبراهيم علي الإسكندراني، ثم قرأ على الشيخ سالم البقاد من الحبشة، ثم انتقل إلى طنطا عام 1970، حيث درس في المسجد الأحمدي على يد الشيخ عبد الفتاح إسماعيل يوسف، وأجيز بأعلى الأسانيد، ثم قرأ على الشيخ محمود سليم، وأيضًا حصل على إجازة من الشيخ محمود هاشم عيسى، خليفة الشيخ الفاضلي علي أبو ليلة.
يُذكر أن الشيخ محمد مغازي شتا كان له تأثير عميق في نفوس طلاب العلم ومحبي القرآن الكريم، إذ عُرف بتفانيه وإخلاصه في رسالته، بالإضافة إلى تواضعه وخلقه الرفيع، مما جعله نموذجًا للعالم المخلص الذي نذر حياته لتعليم كتاب الله ونشر علومه.
حصل الشيخ على سنده العالي من الشيخ محمود هاشم، كما نال الإجازة في القراءات العشر الكبرى من الشيخ الطبيب سعيد صالح مصطفى، وتخرج من معهد القراءات بدمنهور في عام 1978، وكان الثاني على مستوى الجمهورية، ودرس على يد الشيخ محمد داوود، كما درس بكلية المعلمين في جدة بالمملكة العربية السعودية لمدة 16 عامًا، وعمل عضوًا في لجان الاختبارات بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومحفظًا في جدة.
عُيّن شيخًا لمقرأة مسجد أبو النضر شتا، كما كُرّم من عميد كلية علوم القرآن الكريم بطنطا، وحصل على المركز الأول في العيد الألفي للأزهر الشريف عام 1979، وفاز بجائزة المجلس الأعلى للشباب والرياضة وجائزة العمرة عام 1978، وتلقى تكريمًا من مؤسسات علمية في مصر والسعودية، وتتلمذ على يده عدد كبير من طلاب العلم من مختلف الدول العربية والإسلامية، ومن بينهم قراء بالإذاعة المصرية وإذاعة المجد السعودية.