
أنهت الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية في أسوان استعداداتها لاستقبال الحدث الفلكي المميز، وهو تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية، حيث سيتم فتح شبابيك التذاكر في الثالثة صباح يوم 22 أكتوبر، كما ستفتح بوابات الدخول للأفواج السياحية والزوار المصريين في الثالثة والنصف، ليتمكن الجميع من انتظار هذه الظاهرة الفريدة المقرر حدوثها في تمام الساعة 6:55 صباحًا، وستستمر لمدة 20 دقيقة فقط، بالإضافة إلى العروض التي ستقدمها فرق الفنون الشعبية المشاركة في فعاليات مهرجان تعامد الشمس أمام ساحة المعبد بالتزامن مع الظاهرة.
ويشارك هذا العام في المهرجان ثماني فرق للفنون الشعبية تشمل فرق أسوان والأقصر وملوي وسوهاج وكفر الشيخ وبورسعيد والعريش والأنفوشي، حيث أكد الدكتور أحمد مسعود، مدير معبد أبوسمبل، أن هذه الظاهرة تحدث مرتين في السنة، في 22 أكتوبر و22 فبراير، وهي إحدى الظواهر التي اكتشفها علماء الآثار حديثًا، رغم أن القدماء المصريين قد جسدوها في معبد رمسيس قبل آلاف السنين، ويرتبط هذان اليومان بموسمي الزراعة والحصاد في الحضارة المصرية القديمة، وقد يكون أحدهما يوم ميلاد الملك والآخر يوم تتويجه.
وكشف مسعود عن كيفية تسلل أشعة الشمس من فوق مياه بحيرة ناصر لتخترق واجهة المعبد، حيث تستمر داخل الممر بطول 60 متراً لتصل إلى قدس الأقداس وتسقط على وجه الملك رمسيس وعلى منصته التي تضم أربعة تماثيل، باستثناء تمثال واحد لا تتعامد عليه الشمس، وهو تمثال إله الظلام أو العالم السفلي، حيث كان اعتقاد المصريين القدماء أن أشعة الشمس لا يجب أن تسقط على العالم السفلي.
وأشار مدير آثار أبوسمبل إلى أن اكتشاف هذه الظاهرة يعود إلى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية إميليا إدوارد والفريق المرافق لها هذه الظاهرة أثناء إقامتها بالقرب من المعبد، حيث لاحظت دخول أشعة الشمس إلى قدس الأقداس في يومين محددين، وسجلت ذلك في كتابها الذي نشر عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”.