ميلوني تحتفل بمرور ثلاث سنوات على توليها الحكم في ظل استقرار سياسي نادر وزيادة في شعبيتها

احتفلت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بمرور ثلاث سنوات على توليها منصبها، حيث أظهرت استطلاعات الرأي استمرار ارتفاع شعبيتها وثبات حكومتها مقارنة بالحكومات السابقة، بالرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد.
ميلوني، التي تقود حزب إخوة إيطاليا اليميني، تُعتبر أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ إيطاليا، وقد نجحت في الحفاظ على تماسك ائتلافها الحاكم الذي يضم حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني وحزب فورتسا إيطاليا، ويشير المراقبون إلى أن هذا الاستقرار يُعد استثناءً في المشهد السياسي الإيطالي الذي شهد خلال العقدين الماضيين سلسلة من الحكومات القصيرة الأمد.
وفي كلمة لها بمناسبة الذكرى، أكدت ميلوني على أن إيطاليا استعادت مكانتها في أوروبا والعالم، مشيرة إلى نجاح حكومتها في تحقيق نمو اقتصادي متوازن رغم الظروف الدولية الصعبة، في إشارة إلى آثار الحرب في أوكرانيا والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.
تُظهر أحدث استطلاعات معهد ديموبوليس أن حزب ميلوني يحتفظ بصدارة نوايا التصويت بنسبة تقارب 29%، متقدماً بفارق مريح عن الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) الذي يحقق نحو 20%، بينما لا يتجاوز دعم حزب خمس نجوم 15%.
المحللون يرون أن هذا الأداء القوي يعود إلى نجاح ميلوني في الجمع بين خطاب وطني محافظ وإدارة اقتصادية براجماتية تُرضي قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى ورجال الأعمال، إلى جانب تشديد سياساتها تجاه الهجرة غير النظامية وتعزيز علاقاتها مع واشنطن وبروكسل.
ومع ذلك، تواجه الحكومة ضغوطًا داخلية نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة وتباطؤ النمو، بالإضافة إلى انتقادات من المعارضة التي تتهمها بتقيد حرية الصحافة والحد من دور القضاء، كما أبدت بروكسل تحفظات على بعض الإصلاحات الضريبية والمالية التي تقترحها روما ضمن خطتها لتقليص العجز العام.
وفي ختام احتفالاتها، أكدت ميلوني على أنها ستستمر في قيادة إيطاليا بثبات وثقة، مشددة على هدفها في جعل البلاد أكثر استقلالاً وأمناً وازدهاراً في السنوات المقبلة.
المراقبون يرون أن استمرار هذا الاستقرار حتى نهاية الولاية قد يجعل من ميلوني واحدة من أكثر رؤساء الحكومات بقاءً في السلطة خلال تاريخ إيطاليا الجمهوري الحديث.