نددت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، معتبرةً أنها تمثل أساليب مافيا تهدف إلى تشويه سمعتها، وأوضحت ألبانيز في حديثها لوكالة الصحافة الفرنسية أنها ستقدم أحدث تقاريرها إلى الأمم المتحدة من جنوب إفريقيا، حيث حالت العقوبات دون سفرها إلى نيويورك، وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في يوليو الماضي عن فرض عقوبات عليها بسبب انتقاداتها لسياساتها في غزة.
من جنوب إفريقيا، حيث تستعد لإلقاء “محاضرة نيلسون مانديلا السنوية”، عبرت ألبانيز عن استيائها قائلة: “لا أستطيع الذهاب إلى الولايات المتحدة، تم تجميد أرصدتي، ابنتي أمريكية وزوجي يعمل في منظمة أمريكية، والعائلة كلها تدفع الثمن بسبب ذلك”، وأضافت أن العقوبات هي إهانة لها وللأمم المتحدة، مشبهة إياها بأساليب العصابات التي تسعى لتشويه سمعة الأشخاص لمنعهم من الانخراط في قضايا العدالة.
وذكرت ألبانيز أنها تذكر نفسها دائمًا بأن الأمر يتجاوز شخصها، فهو يتعلق بالدفاع عن الأشخاص الذين يتعرضون للإبادة الجماعية، معبرة عن أملها في أن تبقى هذه الرسالة مسموعة، وقد واجهت ألبانيز انتقادات شديدة من إسرائيل وبعض حلفائها بسبب اتهاماتها بارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، حيث أكدت لجنة تحقيق مستقلة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش على تلك الاتهامات.
في تقريرها الأخير بعنوان “الإبادة الجماعية في غزة: جريمة جماعية”، الذي نشر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، انتقدت ألبانيز ما أسمته “نظام التواطؤ العالمي”، داعية الدول إلى تعليق ومراجعة جميع علاقاتها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل بشكل فوري، وأشارت إلى أن الدول، وخاصة الغربية، ما زالت تقدم الدعم لإسرائيل على الرغم من وضوح عنف الإبادة الجماعية، مؤكدة أن على هذه الدول تحمل مسؤولياتها.
كما اعتبرت أن المجتمع الدولي والنظام المتعدد الأطراف يتعرضان للاختبار منذ سريان وقف إطلاق النار في القطاع في 10 أكتوبر الجاري.

