إيكونوميست: الصين تحقق انتصارًا في الحرب التجارية ضد الولايات المتحدة من خلال استراتيجيات التصعيد والرد الفعال

ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن الصين تحقق انتصارات في الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن بكين أثبتت قدرتها على التصعيد والرد بنفس الكفاءة التي تتمتع بها واشنطن، بل إنها بدأت في اختبار قواعدها التجارية خارج حدودها الإقليمية، مما قد يغير مسار الاقتصاد العالمي.

وأضافت المجلة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، اتخذ موقفًا غير واضح تجاه سياساته الدفاعية المتعلقة بالصين وقضية تايوان، لكنه كان أكثر وضوحًا في تعامله مع التجارة، حيث أشار إلى نيته تصعيد الضغوط التي بدأها في ولايته الأولى، مما يعني المزيد من الرسوم الجمركية والضوابط الصارمة على تجارة التكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى استخدام العقوبات بشكل مكثف. كان هدف إدارة ترامب هو تقويض القوة التصنيعية الصينية، وفرض تنازلات مالية وتجارية، وإبطاء تقدمها التكنولوجي، بل إن بعض أعضاء الفريق الرئاسي كانوا يحلمون بـ “صفقة كبرى” تتعهد فيها الصين بإصلاح نظامها الاقتصادي مقابل عدم تعرضها لضغوط أمريكية شديدة.

وبعد ستة أشهر من تنفيذ هذه السياسة، تشير إيكونوميست إلى أن الصين تبدو أكثر ارتياحًا من الولايات المتحدة لثلاثة أسباب رئيسية. أولها أن بكين أظهرت قدرتها على مواجهة الضغوط الأمريكية وكفاءتها في الرد، محققة ما يعرف بـ “الهيمنة التصعيدية”. ويعتقد بعض منتقدي ترامب أن هذا يعود إلى ما يُعرف بسياسة “تاكو”، والتي تعني أن ترامب يتراجع دائمًا. كما أن الصين تعلمت كيفية الرد بذكاء، فعندما فرض ترامب ضرائب على السفن الصينية القادمة إلى الموانئ الأمريكية، أدت الصين أيضًا إلى عدم شراء فول الصويا الأمريكي، مما أثر سلبًا على سوق بقيمة 12 مليار دولار لمزارعي الغرب الأوسط.

أما السبب الثاني لنجاح الصين في هذه الحرب التجارية، بحسب المجلة، فهو أنها تعمل على تطوير مجموعة جديدة من معايير التجارة العالمية من خلال التجربة والخطأ، حيث تسعى لبناء نظام تجاري تقوده بكين على أنقاض النظام الليبرالي القديم، وذلك لمنافسة إمبراطورية ترامب في فرض الرسوم الجمركية.

وأخيرًا، أشارت إيكونوميست إلى أن الحرب التجارية قد عززت من موقف الرئيس شي جين بينغ والحزب الشيوعي، وليس العكس، فرغم التحديات التي تواجهها الصين، يرى العديد من مواطنيها أن الضغوط التي يمارسها ترامب تعزز مشروع شي في تحويل الصين إلى قوة عظمى في المجالين التكنولوجي والصناعي.