تناولت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية التحركات الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة تجاه إسرائيل، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة بدأت هذا الأسبوع حملة دبلوماسية غير مسبوقة تركز على المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء النزاع في غزة، حيث شملت الزيارات مسؤولين بارزين مثل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ومبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر، بالإضافة إلى وصول وزير الخارجية ماركو روبيو بعد مغادرة فانس بفترة قصيرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في الحكومة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة تدير العملية، مدركةً أنه يتعين عليها أن تظل في صدارة الأمور وعدم ترك إسرائيل تتحكم فيها بمفردها، كما أوضح أحد الدبلوماسيين أن ترامب أعرب عن انزعاجه من التصرفات الإسرائيلية التي تزايدت خلال الأسبوع، خاصةً بعد تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية وإيقاف المساعدات عقب مقتل جنديين إسرائيليين على يد حماس، حيث أكد ترامب لنتنياهو ضرورة الالتزام بالاتفاق وعدم محاولة التراجع عنه.
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة ضغطت على نتنياهو للتراجع عن قراره بوقف المساعدات إلى غزة، في الوقت الذي سعى فيه ترامب للضغط على حماس مهدداً بالقضاء عليها إذا انتهكت الاتفاق.
خلال تلك الزيارات، أطلق فانس وويتكوف وكوشنر مركزاً للتنسيق المدني والعسكري بقيادة الولايات المتحدة في إسرائيل، يتضمن 200 جندي أمريكي لمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق الخطوات التالية في الاتفاق، مما اعتبرته فاينانشيال تايمز دليلاً ملموساً على التقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن نشر قوة دولية لحفظ السلام لمراقبة الأمن في غزة، وإنشاء لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة الشؤون اليومية تحت إشراف “مجلس سلام” برئاسة ترامب.
كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن الإدارة الأمريكية تعمل بشكل وثيق مع إسرائيل لتنفيذ خطة ترامب، مشيرةً إلى أن إرسال الرئيس “فريقه رفيع المستوى” إلى إسرائيل يعكس التزامه بتحقيق ما لم يتم إنجازه من قبل في غزة، لكن الدبلوماسيين حذروا من عدم وجود اتفاق حتى الآن بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس والدول العربية حول القضايا الأكثر جدلاً، بما في ذلك قوات حفظ السلام وهياكل الحكم في غزة ونزع سلاح حماس.
وتشير الصحيفة إلى أن قضية قوات حفظ السلام تعد من المسائل الأكثر إلحاحًا، حيث تعتبر ضرورية لاستدامة وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لحماس للتخلي عن سيطرتها على غزة، إلا أنه لا يوجد توافق حتى الآن على تفويضها أو حجمها أو الدول التي ستساهم فيها، وأكد دبلوماسي أن الولايات المتحدة، التي لن ترسل قوات برية إلى غزة، وافقت على أن تحصل قوات حفظ السلام على تفويض من الأمم المتحدة، وهو ما تسعى إليه الدول العربية والإسلامية.

