
دعا الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن، دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا إلى تعزيز التعاون المشترك بالتنسيق مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين، وذلك لضمان التزام جميع الأطراف باتفاق إنهاء الحرب في غزة بمختلف مراحله، والذي يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال مشاركة الملك في قمة دول جنوب أوروبا “ميد 9” التي عقدت في مدينة بورتوروز السلوفينية، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حيث أكد الملك على الدور المحوري للاتحاد الأوروبي في تنفيذ الاتفاق ودعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
كما شدد على أهمية تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة وضمان وصول المساعدات بشكل كافٍ للحد من التداعيات الكارثية للحرب، مشيراً إلى مؤتمر حل الدولتين الذي تم تنظيمه في نيويورك بالتعاون بين السعودية وفرنسا، ودعا إلى البناء على مخرجات المؤتمر والاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل مزيد من الدول.
وأبرز الملك ضرورة التهدئة في الضفة الغربية والقدس ودعم صمود الفلسطينيين على أراضيهم، محذراً من خطورة الإجراءات أحادية الجانب، مشدداً على أن التحديات المستمرة التي تواجهها المنطقة تتطلب استمرار التعاون والتنسيق، لافتاً إلى أن قمة “ميد 9” تمثل مثالاً على الجهود المبذولة لتعزيز الحوار والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة.
تنعقد قمة “ميد 9” بمشاركة قادة دول جنوب أوروبا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وتشمل دول سلوفينيا وقبرص وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وكرواتيا، وهي الدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
تناولت القمة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وجميع بنوده، بالإضافة إلى الخطوات اللازمة لتنفيذ مراحله والأدوار التي يمكن أن تلعبها الدول الأعضاء في مجموعة “ميد 9” لضمان نجاح الاتفاق وإنهاء الحرب وإيجاد أفق حقيقي للسلام الدائم.
كما ناقشت أعمال القمة أهمية الحفاظ على التهدئة الشاملة في الضفة الغربية ومنع أي محاولات تهدد الأمن والاستقرار وتقوض حل الدولتين، وفي هذا السياق، أعرب الملك عبدالله الثاني عن تقديره للدعوة لمشاركته في أعمال القمة في عامها الثاني، مما يعكس عمق العلاقات بين الأردن وسلوفينيا ودول جنوب أوروبا.