بوتين يشترط على ترامب تسليم أوكرانيا أراضٍ استراتيجية لإنهاء النزاع العسكري

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، طلب تسليم كييف السيطرة الكاملة على منطقة دونتسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا كشرط لإنهاء النزاع، وذلك وفقًا لما أفاد به اثنان من المسؤولين الأمريكيين المطلعين على تفاصيل المحادثة.

وأوضحت الصحيفة أن بوتين فشل على مدار 11 عامًا في السيطرة على هذه المنطقة، حيث تصدت له القوات الأوكرانية التي تعتبر دونتسك حصنًا محصنًا ضد التقدم الروسي السريع نحو العاصمة كييف.

ورأت واشنطن بوست أن إصرار بوتين على دونتسك يعكس عدم تراجعه عن مطالبه السابقة التي أدت إلى حالة من الجمود في الصراع، على الرغم من تفاؤل ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، وفقًا لما ذكره أحد المسؤولين الذي فضل عدم ذكر اسمه نظرًا لحساسية النقاشات.

ولم يعلق ترامب بشكل علني على طلب بوتين بشأن دونتسك، وهو الأمر الذي لم يتحدث عنه سابقًا، كما لم يؤيد ترامب هذا الطلب في بيانه الذي صدر بعد اجتماع حاشد في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث من المقرر عقد لقاء بين ترامب وبوتين في المجر خلال الأسابيع المقبلة لمتابعة المناقشات حول إنهاء الحرب.

بعد لقائه مع زيلينسكي، كتب ترامب على منصة تروث سوشيال أنه حان الوقت لوقف العنف والتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن إراقة الدماء قد تكفي وأن الحدود تُرسم بالحرب والشجاعة، داعيًا الطرفين لإعلان النصر ليقرر التاريخ مصيرهم.

كما أشار مسؤولون إلى أن بوتين في مكالمته مع ترامب أبدى استعداده للتنازل عن أجزاء من منطقتين آخرتين تحت سيطرتهما جزئيًا، وهما خيرسون وزابورجيجيا، مقابل السيطرة الكاملة على دونتسك، وهو ما يعتبر تراجعًا طفيفًا عن المطالب السابقة التي طرحها في قمته مع ترامب في ألاسكا خلال أغسطس الماضي، ورأت بعض الجهات في البيت الأبيض أن هذا قد يُعد تقدمًا، وفقًا لما ذكره أحد المطلعين على المكالمة.

ومع ذلك، أعرب دبلوماسي رفيع المستوى في أوروبا عن اعتقاده بأن الأوكرانيين لن ينظروا إلى الأمر بهذه الطريقة، واصفًا المقترح بأنه أشبه ببيع جزء من أراضيهم مقابل لا شيء.