نائب محافظ بني سويف يعلن تخصيص 147 فدانًا لإنشاء منطقة متكاملة لصناعة النباتات الطبية والعطرية

شارك بلال حبش، نائب محافظ بني سويف، في الجلسة الحوارية التي عُقدت بمركز مؤتمرات الجامعة، حيث تناولت الإمكانيات والفرص الاستثمارية في تطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الرابع للنباتات الطبية والعطرية تحت شعار “بني سويف عاصمة النباتات الطبية والعطرية.. من مصر إلى العالم”، والذي يُقام برعاية رئاسة مجلس الوزراء وبناءً على توجيهات الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف.
شهدت الجلسة حضور مجموعة من المتحدثين البارزين، بينهم الأستاذ الدكتور محمود أبو العيون، رئيس وحدة الدراسات بالمركز القومي للتخطيط، والمهندس طارق أبو بكر، رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، والدكتور محمد عفيفي، مدير مشروع الدعم الفني بوزارة التنمية المحلية، بالإضافة إلى يحيى زويل، رئيس الإدارة العامة لتطوير أعمال الشركات في بنك القاهرة، وقد أدار الحوار الأستاذ محمد نبيل، مدير مشروع الابتكار الزراعي “GIZ”، بحضور عدد من المستثمرين ورواد الأعمال وممثلي الهيئات الحكومية والدولية.
أوضح نائب المحافظ أن بني سويف، تحت قيادة الدكتور محمد هاني غنيم، وضعت منذ ديسمبر 2020 استراتيجية شاملة تشمل ستة قطاعات لوجستية وتنموية واقتصادية، تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعظيم الاستفادة من الميزات النسبية للمحافظة. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تم إعدادها بناءً على أسس علمية ودراسات تحليلية دقيقة، لتحديد أولويات التنمية واستغلال الموارد المتاحة بأفضل شكل ممكن، وضمن هذه القطاعات، تم إدراج الزراعة، بما في ذلك النباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية، نظرًا لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية.
وأضاف أن هذا الاهتمام تجسد في صدور قرار جمهوري رقم 111 لسنة 2022، الذي نص على تخصيص 147 فدانًا بمركز سمسطا لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية، بهدف جذب الاستثمارات وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية. وأكد أن المحافظة بالتعاون مع مركز تحليل البيانات بمعهد التخطيط القومي، أعدت دراسة شاملة للمشروع تغطي جميع مراحل الإنتاج من الزراعة إلى التسويق والتصدير، في إطار رؤية تهدف إلى تعظيم العائد الاقتصادي وتوفير فرص عمل مستدامة.
كما أشار إلى إنشاء أول جمعية نوعية متخصصة لمزارعي النباتات الطبية والعطرية في بني سويف، لتكون منصة للتعاون بين المزارعين والمؤسسات العلمية والتمويلية، ودعم هذا النشاط الزراعي. وقد تم تجهيز المنطقة الاستثمارية بالمرافق الأساسية اللازمة، مع تنفيذ مشروعات نموذجية في مجالات التصنيع الزراعي، مثل إنشاء أول مصنع لتجفيف الطماطم.
وأشار نائب المحافظ إلى أن بني سويف شهدت مؤخرًا وضع حجر الأساس للمركز المتكامل للنباتات الطبية والعطرية، الذي يتضمن معملًا لتحليل متبقيات الحاصلات الزراعية، بالإضافة إلى مركز للإرشاد الزراعي لتدريب المزارعين على أحدث التقنيات لضمان جودة المنتجات. كما يجري العمل على مقترح لإنشاء مدرسة متخصصة في هذا المجال، لتخريج كوادر فنية مدربة تسهم في دعم الصناعة الوطنية.
واختتم بلال حبش بالحديث عن سعي بني سويف نحو التحول إلى مركز إقليمي ودولي في صناعة النباتات الطبية والعطرية، مستفيدة من شراكاتها مع الوزارات والهيئات المختلفة، مؤكدًا أن هذا القطاع يمثل أحد محاور التنمية المستدامة التي تسعى الدولة لتعزيزها، نظرًا لارتباطه بصناعات استراتيجية مثل الأدوية والعطور.
من جانبه، أثنى رئيس وحدة الدراسات بالمركز القومي للتخطيط على الجهود المبذولة في بني سويف، مشيرًا إلى أن ما تحقق يعكس رؤية واضحة لتوظيف الموارد الطبيعية والبشرية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. كما أضاف أن النباتات الطبية والعطرية تمثل مخرجات مهمة للزراعة على مستوى العالم، مع توقعات بزيادة حجم السوق العالمي بشكل ملحوظ في السنوات القادمة.
وأشار إلى أن محافظة بني سويف تحتل موقعًا متميزًا في هذا المجال، حيث تنتج حوالي 46% من إجمالي الناتج المحلي المصري من النباتات الطبية والعطرية، مما يؤهلها لتكون مركزًا محوريًا للتصنيع والتصدير. وتناول أبوبكر، رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية، سبل زيادة الصادرات، مشيرًا إلى أهمية رفع جودة المنتجات وتوفير مساحات جديدة للزراعة.
في ختام الجلسة، تم مناقشة توصيات مهمة، حيث تم الاتفاق على تعزيز التنسيق بين المحافظة والمحافظات المجاورة لتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تشكيل لجنة دائمة لتنظيم مهرجان النباتات الطبية والعطرية بشكل سنوي. كما كلف نائب المحافظ الجهات المختصة بإعداد دراسة متكاملة لتحسين الوراثة للنباتات بهدف تطوير السلالات المحلية وزيادة الإنتاجية.