أطفال غزة يواجهون أزمة تعليمية خانقة: 97% من المدارس دُمرت و600 ألف طفل بلا تعليم

أطفال غزة يواجهون أزمة تعليمية خانقة: 97% من المدارس دُمرت و600 ألف طفل بلا تعليم

لم يعد التعليم في غزة مجرد حق مهدور، بل أصبح رمزًا لفقدان المستقبل، حيث تضررت أو دمرت نحو 97% من المدارس، مما جعل أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني يعيشون عامهم الثالث بلا تعليم رسمي، محرومين من الفصول الدراسية والكتب والسبورات، بل ومن الأمل أيضًا.

تحت قصف الحصار، تحولت المدارس إلى أنقاض، والمقاعد إلى رماد، بينما يُسجل الأطفال والمعلمون يومياتهم في واقع يحجب عنهم أحلامهم يومًا بعد يوم.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة تجربة جويرية عدوان، الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا من المواصي في خان يونس، التي أكدت أنها لم تدخل فصلًا دراسيًا حقيقيًا منذ عامين، حيث كان آخر يوم لها في مدرسة خولة بنت الأزور، حيث استمتعت بجلوسها على المكتب ورفع يدها خلال حصة دراستها المفضلة.

تستعيد جويرية ذكريات الأصوات والروائح التي كانت تعبق في المدرسة، مثل غبار الطباشير وبرادة أقلام الرصاص، وضحكات زملائها التي كانت تتردد في الممرات. لكن كل ذلك أصبح ذكرى، فمدرستها لم تعد موجودة، إذ تعرضت للقصف بعد بدء الحرب بفترة قصيرة، مما أدى إلى احتراق كتبها وفقدان بعض أصدقائها.

تتذكر بوضوح كيف دوّت صفارات الإنذار في الممرات يوم 7 أكتوبر، حيث بكى بعض الأطفال وتشبثت أيديهم ببعضهم البعض في لحظة من الخوف والقلق، بينما حاولت معلمتهم تهدئتهم، لكن صوتها كان يرتجف. تتمنى جويرية لو أن ذلك اليوم كان عاديًا، مليئًا بالدروس والاستراحات وقراءة القصائد، إلا أنه تحول إلى الصفحة الأخيرة من حياتها القديمة.

وأشارت إلى أن الحرب حصدت الكثير، لكن الخسارة الأشد قسوة هي التعليم، لأنه يمثل خسارة المستقبل ذاته، مضيفة أن غزة اليوم لا تحتاج إلى شفقة العالم، بل إلى تحرك جاد ومسؤولية إنسانية تجاه جيل يُمحى من الذاكرة، فالتعليم ليس رفاهية بل هو شريان الحياة، وإذا انقطع، فإن المستقبل بأسره يتلاشى.

Google News تابعوا آخر أخبار أخبار الدليل المصري عبر Google News