
كان المشهد نابضًا بالحيوية في قاعة المؤتمر، حيث اجتمع عدد من الفاعلين في القطاع الصناعي، وكل الأنظار كانت متجهة نحو ميشيل الجمل، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية، الذي تحدث بحماس عن مبادرة دعم الأنشطة الإنتاجية، تلك المبادرة التي يعتبرها بمثابة شريان حياة للاقتصاد المصري، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها البلاد بسبب ارتفاع تكاليف التمويل، كان يتحدث وكأنه يحمل على عاتقه آمال الكثيرين، وعباراته كانت تتدفق كالنهر، تتحدث عن التزام الدولة بدعم القطاع الخاص، وكيف أن الحكومة لم تتراجع عن تقديم الدعم الكامل، بل زادت منه، الأمر الذي يعكس رغبة حقيقية في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.
الجمل لم يتردد في الإشارة إلى أن هذه المبادرة، التي أطلقتها الحكومة في عام 2022، جاءت في وقت حرج، حيث ارتفعت أسعار الفائدة بشكل ملحوظ، مما أثر على القطاعات الإنتاجية، ومع ذلك، كانت الحكومة جاهزة لتقديم قروض ميسرة، لتخفيف العبء عن كاهل المستثمرين والمزارعين، كان يتحدث عن الأرقام، لكن ليس كأرقام جافة، بل كقصص حياة تتشكل حولها آمال وأحلام.
تحدث عن ارتفاع حجم التمويل من 30 مليار جنيه في أبريل إلى نحو 90 مليار جنيه، وملامح وجهه كانت تعكس الفخر والرضا، كيف أن هذا الرقم لم يكن مجرد زيادة في الأرقام، بل كان يعني دعم حقيقي لمئات من المشاريع، وخلق فرص عمل جديدة، كان يتحدث بحماس عن سعر الفائدة التنافسي البالغ 15%، وكيف أن هذا السعر يعد بمثابة مفتاح لخفض تكاليف الإنتاج، وتشغيل المصانع، مما يعني أن هناك حياة ستعود إلى تلك المصانع التي كانت تتأرجح بين الأمل واليأس.
لكن الجمل لم يتوقف عند هذا الحد، بل دعا بوضوح إلى ضرورة توسيع نطاق المبادرة لتشمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كان صوته يحمل نبرة من الإلحاح، وهو يطالب بتسهيل إجراءات الحصول على التمويل، وتقديم حوافز ضريبية للمستثمرين الجدد، كان يدرك أن المستقبل يعتمد على تلك المشروعات الصغيرة التي يمكن أن تشكل العمود الفقري للاقتصاد.
في ختام حديثه، لم يكن هناك شعور بالاستسلام، بل كان هناك إصرار على التغيير، على دفع عجلة الإنتاج، وتفعيل برامج التمويل منخفض الفائدة، فكل كلمة نطق بها كانت تحمل في طياتها رؤية واضحة لمستقبل أفضل، وكانت صدى لصوت الآلاف الذين ينتظرون الفرصة لتغيير واقعهم، كانت لحظة حقيقية من الأمل، تجسد فيها التحدي والعزيمة، وكأن الحضور جميعًا كانوا يشاركونه تلك الرؤية، كل منهم يحمل في قلبه طموحًا لتحقيق النجاح، وإعادة بناء وطنهم من جديد.