بلومبيرج: تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين بسبب “زيت الطهي”

تشير التقارير من بلومبيرج إلى أن “زيت الطهي” أصبح رمزًا للتوتر التجاري المتزايد بين واشنطن وبكين حيث تتصاعد المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية على السلع الأساسية مثل زيت الطهي الذي يعتبر عنصرًا حيويًا في المائدة العالمية ويؤثر بشكل مباشر على أسعار المواد الغذائية في الأسواق مما يزيد من القلق لدى المستهلكين ويعكس التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولتين في ظل هذه الأوقات المضطربة حيث يسعى كل طرف للحفاظ على مصالحه التجارية والاقتصادية في ظل المنافسة الشديدة مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات ويجعل من الصعب تحقيق التفاهمات اللازمة لحل هذه القضايا التجارية الحساسة.

قيود محتملة على واردات زيت الطهي من الصين: توتر جديد في العلاقات التجارية

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض قيود على واردات زيت الطهي المعاد استخدامه من الصين، وذلك في إطار رد فعل على قرار بكين بوقف مشترياتها من فول الصويا الأمريكي، مما يعكس تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وقد كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن الولايات المتحدة قادرة على إنتاج زيت الطهي محليًا بسهولة، ولا حاجة لاستيراده من الصين، مؤكدًا أن بكين تتعمد وقف شراء فول الصويا الأمريكي، وهو ما يلحق الضرر بالمزارعين الأمريكيين.

تراجع صادرات زيت الطهي المعاد تدويره

رغم التصريحات الحادة من إدارة ترامب، أشارت وكالة بلومبيرج في تقريرها الأخير إلى أن صادرات الصين من زيت الطهي المعاد تدويره، الذي يُستخدم غالبًا في إنتاج الوقود الحيوي، بدأت في الانخفاض قبل فترة طويلة من تلك التصريحات، في ظل تغييرات داخلية في سياسات الدعم والتصدير، فقد بلغت صادرات الصين من زيت الطهي المستعمل إلى الولايات المتحدة في عام 2024 نحو 1.27 مليون طن، بقيمة 1.2 مليار دولار، وهو رقم قياسي، إلا أنها شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال عام 2025 بعد أن ألغت بكين حوافز ضريبية كانت تشجع على التصدير.

تأثيرات التوترات التجارية على السوق الأمريكية

بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، سجلت الصادرات في الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 نحو 387 ألف طن فقط، مقارنة بـ 684 ألف طن في الفترة ذاتها من العام الماضي، ورغم أن حجم تجارة زيت الطهي المستعمل يعد محدودًا نسبيًا مقارنة بصادرات أخرى مثل فول الصويا، إلا أن بلومبيرج أكدت أن تصريحات ترامب تعكس تصاعد التوترات التجارية بين البلدين، حيث اتجهت بكين مؤخرًا إلى تقليص مشترياتها من السوق الأمريكية لصالح الواردات من البرازيل والأرجنتين، وقد أكد أحد التجار أن الولايات المتحدة أوقفت فعليًا شراء زيت الطهي المستعمل من الصين، مما يبرز كيف أن إدارة ترامب تسعى لحماية المزارعين الأمريكيين في ظل هذه التغيرات.